مقالات

العلاقة الجدلية بين التعليم والبيئة

كثيرا ما يبادر في ذهني تساؤل حول علاقة التعليم بالبيئة، فأي منهم يؤثر ويتأثر بالأخر؟ وهل أضر التعليم بالبيئة أم أضرت البيئة بالتعليم؟ وهل ينعكس التعليم على البيئة؟ وللإجابة على تلك الإشكاليات نحتاج أن نوضح ما هي علاقة التعليم بالبيئة.

 

تعد العلاقة بين البيئة والتعليم علاقة تبادلية جدلية فكلما تحسنت جودة التعليم كلما انعكس ذلك على البيئة فالتعليم يعمل على رفع الوعي وتعديل الاتجاهات التي بدورها تنعكس على رفع الوعي البيئي للأفراد المتعلمين. فنجد أن خريجي المؤهلات العليا هما أكثر وعيا بالبيئة ومشكلاتها عن غيرهم من خريجي التعليم المتوسط. وقد ينخفض مستوى الوعي أكثر بالنسبة للأميين. فالممارسات اليومية للأفراد هي التي تظهر مدى وعيهم البيئي وهذا يعد أدنى مستوى للعلاقة بين التعليم والبيئة. فالتعليم عنصر أساسي لمعالجة القضايا البيئة فمن خلال التعليم يمكن دمج الموضوعات البيئة التي تعمل على محو الامية البيئية لدى الافراد لزيادة دعمهم وتغيير مواقفهم تجاه البيئة وتثقيفهم لنشر الوعي البيئي فالتعليم هو المصنع الذي ينتج أفراد صالحة لديها اتجاهات ومواقف داعمة للبيئة.

 

وفى المقابل نجد أيضا أن البيئة والمناخ البيئي يؤثر على العملية التعليمية وعلى جودة التعليم ومخرجاته. فالبيئة الجيدة الخالية من التلوث تعمل على رفع مستوى التعليم ورفع المستوى التحصيلي للطلاب. فنجد أن المدراس التي تراعى البعد البيئي في مبانيها وتهتم بمساحات خضراء وتحاول جاهدة في تقليل الملوثات البيئية وتراعى عوامل الامان البيئة وتبتكر طرقا مناهضة للبيئة في مواردها هي التي تضمن استمرارية التعليم ويحصل طلابها على مستوى تعليمي أعلى من غيرها.

 

وعلى بعد أخر فنجد أن البيئة تعد من أكثر العناصر التي تؤثر على التعليم والعملية التعليمية فقد شاهدنا خلال تلك الأعوام التغيرات المناخية التي حدثت في بعض دول بالعالم مما كان لها أثرها المباشر والغير مباشر على التعليم.

 

فقد تعرضت بعض الدول عام 2021 إلى كوراث طبيعية بسبب تغير المناخ مثل حريق الغابات والسيول والفيضانات أدت إلى تدمير البنية التحتية وهدم العديد من المدارس وتسرب عدد من الطلاب وتعرضهم للخطر وتوقفت الدراسة، كما اجتاحت السيول والفيضانات العديد من دول أوروبا وكذلك بعض الدول بالوطن العربي منها العراق والسعودية، وقد أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على التعليم.

 

فمن خلال السرد السابق نجد أن العلاقة بين البيئة والتعليم هي علاقة تبادلية جدلية أي كلما كان التعليم جيد كانت الممارسات البيئية للأفراد جيدة. وكلما كانت البيئة جيدة كلما كان التعليم جيد. فكلاهما يؤثر على الآخر ويتأثر به.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى