مقالات

اغتيال البحر الأحمر.. الصيد الجائر لخيار البحر يقتل التنوع البيولوجي ويحرم الصيادين قوت يومهم

تحقيق:  أحمد سبع الليل – إيهاب زيدان 

“بعت مركبي بعد 30 سنة شغل لأني مش قادر أوفر مصاريفي أنا وعيلتي، السمك اختفى من حلايب وشلاتين بسبب الصيد الجائر لخيار البحر، وأصبحت تكلفة الصيد أعلى من العائد”.. بكلمات يكسوها الحزن والقهر يشكو أسامة السيد، صياد أسماك كيف هدد اختفاء خيار البحر مصدر دخله، واضطر لبيع مركبه للإنفاق على أسرته.

 

التقينا أسامة على متن قاربه القابع وسط مياه منطقة حلايب وشلاتين الحدودية بين دولتي مصر والسودان، شاهدنا شوائب كثيرة في مياه البحر حجبت عنا القاع الذي لا يتعدى عمقه مترين، أخبرنا أسامة أنه كان يرى عمق البحر على بعد 15 مترا، قبل 20 عاما تقريبا، لأن خيار البحر كان ينتشر بكثرة، آنذاك.

 

يعمل أسامة الآن أجيرا على مركب زميل له، وهو واحد من قرابة 70 آخرين يرسون على الشاطئ بدون عمل، بينها قرابة 12 قاربا حولت نشاطها إلى الرحلات الترفيهية، بسبب تراجع داخل الصيادين في السنوات الأخيرة.

 

أثر الصيد الجائر لخيار البحر على التنوع البيولوجي في حلايب وشلاتين، وبالتبعية تقلصت أعداد وأنوع الأسماك الموجودة بها، ما تسبب في تراجع دخل الصيادين العاملين في هذه المنطقة، وفقا لـ أسامة.

 

بخلاف أسامة، يهدد الصيد الجائر لخيار البحر مصدر رزق 5000 صياد آخرين، يعملون في البحر الأحمر بتراخيص رسمية.

 

نسبة خيار البحر الموجودة بمنطقة أبو غصون وفقا للأنواع مقارنة بين عامي 2000 و2016

تنشط في البحر الأحمر مجموعات من المرتزقة تتخصص في الصيد الجائر لخيار البحر، بالمخالفة للقوانين المصرية والاتفاقيات الدولية، ويستهدفون تهريبها إلى الخارج لتحقيق أرباح مادية كبيرة، ما يحدث ضررا بالغا على التنوع البيولوجي وسلاسل الغذاء في البحر الأحمر، فيؤدي في النهاية إلى تدمير البيئة البحرية وفقدان آلاف الصيادين لمصدر رزقهم الوحيد.

 

لاختفاء خيار البحر أضرارا بالغة على الشعاب المرجانية في البحر الأحمر، ما يؤثر على السياحة البحرية أحد أهم مصادر الدخل القومي.. فاقم الوضع تقليص حملات التفتيش على الصيادين والبيئة البحرية وانعدامها أحيانا، خلال جائحة كورونا، ما أدى لزيادة نشاط هؤلاء المرتزقة الذين يعملون في أمان أكبر، وهو ما يترتب عليه انقراض بعض أنواع خيار البحر، وارتفاع مخاطر انقراض بعض الأنواع الأخرى.

 

يعتبر البحر الأحمر أحد النقاط الساخنة للتنوع البيولوجي في العالم، ومنطقة توطن عالية لأنواع كثيرة ومتنوعة من الكائنات البحرية، وفقا لدراسة علمية منشورة في مجلة نيتشر، لكن هذا الواقع بدأ يتغير.

 

وذكر تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة العالمية FAO، صدر أبريل 2009، أن أرصـــدة خيـــار البحـــر Astichopus multifidus تتناقص في المحيطات عالميا، وقد نضبت بالفعل الأصناف ذات القيمة التجارية العالية، وأكد أن صيد خيار البحر يعرضه لخطر الانقراض في معظم أنحاء إفريقيا.

 

مخزون خبار البحر وفقا للنوع خلال سنوات 2000 و2006 و2016

 

تراجع أعداد خيار البحر بنسبة 82%

كشفت دراسة نشرت في يناير 2019، من قبل محمد حمزة حسن، باحث بجامعة قناة السويس، تراجع أعداد خيار البحر بمنطقة أبو غصون في البحر الأحمر بنسبة 82.6٪ خلال الأعوام بين 2000 و2016، فقد انخفضت أعدادها من 14 ألفا إلى 7.5 ألف تقريبا عام 2006، وتراجع العدد إلى قرابة 2.5 ألف فقط عام 2016، وتراجعت الأنواع الموجودة من 13 نوعا عام 2000 إلى 7 أنواع فقط عام 2016.

 

ورصدت الدراسة تراجع إجمالي الكتلة الحيوية المسجلة من 10 آلاف كجم تقريبا عام 2000 إلى 5.5 ألف كجم تقريبا عام 2006 ووصولها لـ1.5 ألف كجم خلال 2016، وأرجعت الدارسة هذا التراجع إلى الصيد الجائر لخيار البحر، وتأثر جميع الأنواع بهذه الممارسة.

 

انقراض بعض الأنواع

وأظهرت الدراسة اختفاء بعض الأنواع، فقد رصدت وجود 1300 فرد من نوع Holothuria scabra عام 2000، انخفضت إلى 200 فرد عام 2006 واختفت تمامًا عام 2016، واختفى كذلك النوع Actinopyga mauritiana حيث سجل 520 قطعة عام 2000 وانخفض إلى 180 عام 2006 واختفت عام 2016، وانخفضت Bohadschia similis من 700 قطعة عام 2000 إلى 360 قطعة عام 2006 واختفت تماما عام 2016.

 

واختفت أنواع Bohadschia argus و Stichopus horrens و Thelenota ananas، وسجلت 680 و 840 و 960 قطعة على التوالي خلال عام 2000، وانخفضت إلى 440 و 160 و 100 قطعة عام 2006 واختفت تماما عام 2016.

 

بينما سجل نوع Holothuria atra أعلى وفرة بين جميع الأنواع، إذ سُجل ألفين و560 قطعة عام 2000، وانخفض إلى 1740 قطعة في 2016 بمعدل خسارة 67.9٪.

 

أهمية خيار البحر

خيار البحر هو كائن بحري من عائلة chinodermE، ويعتبر كائنا مهما للسلاسل الغذائية في الشعاب المرجانية، وقد أثبتت الدراسات العلمية أن ندرته سببت عواقب وخيمة على النظام الإيكولوجي البحري.

 

تقول الدكتورة أسماء حسن، باحثة بالهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، إن خيار البحر مكون مهم في قاع السلسلة الغذائية، ويشكل اختفاءه تهديدا خطيرا للسلسلة الغذائية بأكملها، موضحة أن وجوده أمر بالغ الأهمية لصحة موائلها، فهو حيوان يزحف على الأسطح الرملية والشعاب المرجانية ويتغذى على جزيئات الطعام الممزوجة بالرمل والطمي، كما أن بعض أنواع خيار البحر تقلب الرمال داخل بعضها، مشيرة إلى أن اختفاءه تسبب في تلوث مياه البحر، وإصابة الصيادين والمواطنين ببعض أنواع الحساسية الجلدية.

ارتباط الشعاب المرجانية بخيار البحر

يهضم خيار البحر البكتيريا والطحالب الميتة والكائنات الحية الدقيقة، وبسبب تناوله الرمال يزود الشعاب المرجانية بكربونات الكالسيوم (CaCO3)، وهو أمر ضروري لبقاء الشعاب المرجانية، وبالتالي فإن نفاياتها تساعد الطحالب والشعاب المرجانية على الازدهار، وفقا للدكتور محمود حنفي، الأستاذ بكلية العلوم جامعة قناة السويس، والمستشار العلمي لجمعية المحافظة على البيئة في الغردقة (هيبكا).

 

يوضح حنفي أن خيار البحر لا يتكاثر إلا حال وجوده في مجموعات، لأن عملية التكاثر تتم بوقوف 2 من خيار البحر متقابلين أحدهما يخرج البيض والآخر يخرج حبوب اللقاح، ولذلك فإن عمليات الصيد الجائر له تجعله يتواجد على مسافات بعيدة عن بعضه البعض، وبالتالي تحرمه من التكاثر والحفاظ على بقاءه.

 

 

اختفاء خيار البحر يهدد السياحة في البحر الأحمر

بخلاف أسامة، حول خالد الضبع نشاط مركبه من صيد الأسماك إلى الرحلات الترفيهية، بعدما فقد الأمل أن توفر له مهنة الصيد عائدا يُلبي احتياجات أسرته، لكنه بات يخشى توقف حركة السياحة بالمنطقة، جراء ارتفاع معدلات التلوث بسبب اختفاء خيار البحر، المسؤول عن تنقية المياه من الشوائب.

 

يوضح خالد أن الشعاب المرجانية تعاني بسبب اختفاء خيار البحر، فباتت حياتها مهددة، علاوة على تغير لون قاع البحر وتقلص عدد أسماك الزينة التي كانت تزدهر هناك بشكل كبير، وهي عوامل الجذب الرئيسية للسياح لمنطقة البحر الأحمر، وهو ما بات يهدد مصدر الدخل الوحيد الآن لـ الضبع وآلاف غيره.

خيار البحر يحمي الشعاب المرجانية من التغيرات المناخية

أثبت باحثون أستراليون أن خيار البحر يلعب دورا رئيسيا في حماية الشعاب المرجانية من آثار التغيرات المناخية، “فعندما يتناول خيار البحر الرمال، فإن عمليات الهضم الطبيعية في أمعاءه تزيد من مستويات الأس الهيدروجيني للمياه على الشعاب المرجانية حيث تتغوط، ما يتعارض مع الآثار السلبية لتحمض المحيطات، كما أن نفايات الأمونيا الناتجة عندما يهضم خيار البحر الرمال تُخصب المنطقة المحيطة ، ما يوفر العناصر الغذائية لنمو المرجان”، وفقا ما نقله موقع Sci Tech Daily، عن البروفيسور ماريا بيرن.

 

مرتزقة يصطادون خيار البحر

باع أسامة مركبه بسبب تراجع أعداد الأسماك نتيجة للصيد الجائر لخيار البحر على أيدي مجموعات من المرتزقة، الذين ينشطون في مناطق متفرقة بالبحر الأحمر، بالمخالفة للقوانين المصرية والاتفاقيات الدولية، ما يتسبب في أضرار بيئية كبيرة على التنوع البيولوجي وسلاسل الغذاء في البحر الأحمر، ويؤدي لتدمير البيئة البحرية وفقدان آلاف الصيادين لمصدر رزقهم الوحيد.

 

خلال جولتنا الميدانية في حلايب وشلاتين، أخبرنا الصيادون أن هناك 10 مجموعات من المرتزقة تحوي كل منها 15 شخصا تقريبا، يصطادون خيار البحر على أعماق كبيرة تبلغ 40 مترا، على بُعد بين 5 و10 كيلومترات من الشاطئ، مستخدمين بنادق الصيد وأنابيب الأكسجين.

خيار البحر يغتال المرتزقة

يقول الصيادون، إن كثير من هؤلاء المرتزقة يموتون سنويا جراء انفجار رئتيهم، بسبب العمق الكبير الذي يغوصون إليه، لكنهم يواصلون الصيد من أعماق أكبر سنويا، حيث تدفعهم الأرباح للمغامرة، مؤكدين أنهم ينشطون خلال فترات توقف الصيد الرسمية، إبان موسم التزاوج.

تضرر الشعاب المرجانية

يقول الدكتور محمود حنفي، أستاذ علوم البحار بجامعة قناة السويس، إن بنادق الصيد التي يستخدمها صيادي خيار البحر تؤثر على الشعاب المرجانية، حيث تضع الأسماك بيضها، وموت هذه الشعاب يُقلص الثروة السمكية ومصدر رزق الصيادين.

 

تحدث مناوشات دائمة بين المرتزقة وصيادي الأسماك، كان آخرها سبتمبر الماضي، نتج عنها تكسير مركب أحد الصيادين، وتدخل مجموعة من الوسطاء لحل الخلاف وديا، وتحمل المرتزقة تكلفة شراء مركب جديد للصياد مقابل عدم تحريره محضرا بقسم الشرطة، وفقا لصيادي حلايب وشلاتين.

كيف تخدع العصابات السلطات وتتهرب منها؟

أطلعنا صيادو الأسماك على طريقة تهرب المرتزقة من الرقابة، فهم يستخدمون مركب صيد مرخص، يتحرك في الصباح الباكر نحو شواطئ مدقات بعينها (ممرات صحراوية غير ممهدة)، وهناك ينضم إليهم بقية أفراد المجموعة ومعهم المعدات والطعام اللازم، ويتحركون إلى مراكب أخرى غير مرخصة تكون مخبأة وسط البحر، وتبدأ المركب غير المرخص رحلة صيد خيار البحر، وبعد الانتهاء تتم نفس الخطوات بالعكس.

مرتزقة يصطادون في محميات البحر الأحمر

تنشط مجموعات أخرى من المرتزقة في جنوب سيناء (شمال البحر الأحمر)، وينشطون خلال مارس وأبريل ومايو، ويستخدمون الكهرباء وبنادق الصيد، وفقا لشهادات صيادين محليين، غير أن صيادي جنوب سيناء يواجهون هذه العصابات في المياه ويتصلون فورا بقوات الأمن التي تعتقل هذه العصابات فورا، ويحررون محاضر لهم.

 

يقول مسؤول بجهاز شؤون البيئة في جنوب سيناء، طلب عدم الكشف عن هويته، إنه خلال فترة عمله بمحميات البحر الأحمر ضبطوا قرابة 6 أو 7 مجموعات تصطاد خيار البحر، خلال السنوات الخمس الأخيرة، صادروا خلالها كميات كبيرة وأرجعوها لبيئتها.

 

أسباب زيادة الطلب على خيار البحر

خيار البحر طعام شهي مطلوب حول العالم، خاصة في آسيا، حيث تتنج بين 20 و40 ألف طن سنويا، وفقا لـFAO، ويستخدم في الطهي في آسيا وفرنسا وإسبانيا، علاوة على استخدامه في الصناعات الصيدلية والتجميلية، وتستخدم أمعاءه لإنتاج مكمّلاتٍ غذائية.

 

وفقا لـ الطب التقليدي يُكافح خيار البحر السرطان، خاصة سرطان الثدي والبروستاتا، وسرطان الجلد، كما أنه مفيد لصحة القلب والكبد، وخفض ضغط الدم وكثافة الدهون الثلاثية، وتقليل الكوليسترول، ويُحسن وظائف الكبد والكلى، ويحمي الكبد من التلف، ويُقوي الجهاز المناعي، ويُستخدم في ضبط مستوى السكر في الدم، أو لأغراض فقد الوزن.

أسعار خيار البحر

أجرينا جولة داخل مواقع التسوق الإلكتروني التي تعرض خيار البحر المجفف للبيع، ووجدنا أن قيمة الكيلوجرام تتراوح بين 5 و800 دولار (95: 15000 جنيه)، وفقا للنوع والحجم وطريقة المعالجة.

 

يقول الدكتور محمود حنفي، المستشار العلمي لجمعية هيبكا، إن متوسط ​​السعر العالمي لخيار البحر ارتفع بنسبة 17% بين 2011 و2016، وانخفضت الأنواع الأكثر تكلفة في العالم بنسبة 60%، وهو ما يجعله أكثر ندرة، فترتفع قيمته بمرور الوقت، وهو ما يجذب المرتزقة لصيده.

 

تواصلنا مع تاجر يبيع خيار البحر عبر الإنترنت، وأخبرنا أن تكلفة الكيلوجرام 1300 جنيه (70 دولارا)، وأنه سيوفر لنا كمية كبيرة، ويسلمها لنا داخل الغردقة، ونتكفل نحن بنقلها إلى حيث نُريد.

 

بالبحث في أرشيف الصحف المصرية، خلال السنوات العشر الأخيرة، رصدنا وجود أخبار كثيرة حول إحباط سلطات مطارات الغردقة وشرم الشيخ والقاهرة محاولات متعددة لتهريب كميات كبيرة من خيار البحر المجفف إلى خارج البلاد، كان معظمها في طريقه إلى الصين عبر الطرود البريدية.

 

تهريب خيار البحر إلى الصين

ولكن كيف يصل خيار البحر من مصر إلى الدول الآسيوية سالما؟، يقول صيادي الأسماك في شلاتين، إن التُجار يُجففون ويُعالجون ويُجهزون خيار البحر بعد صيده مباشرة، لحين بيعه حتى لا يفسد، لأن هذه العملية تستغرق كثير من الوقت.

 

جائحة كورونا تزيد المخاطر البيئية

فاقمت جائحة كورونا المخاطر التي تواجهها البيئة في البحر الأحمر، جراء تراجع أعداد حملات التفتيش على الصيادين والبيئة البحرية، بل وانعدمت في بعض الأوقات، ما تسبب في ارتفاع نشاط هذه العصابات التي باتت تعمل في أمان.

أكد صيادو الأسمك في حلايب وشلاتين وجنوب سيناء، أن نشاط المرتزقة ازداد ونمى خلال جائحة كورونا.

حظر صيد أو تداول خيار البحر

منذ عام 2000 حظر القانون المصري صيد أو تداول أو الاتجار في خيار البحر أو تصديره إلى الخارج، طبقا لقرار رئيس الجمهورية رقم 102 لسنة 1983 بتطبيق الانضمام للاتفاقية الدولية لحماية أنواع الحيوانات البرية المهدد بالانقراض (سايتس)، ووفقا لقانون البيئة رقم 4 لسنة 1994 وتعديلاته، وقوانين حماية الحياة البحرية، والقرار الوزاري رقم 1150 لسنة 1999 المنفذ لاتفاقية سايتس الدولية، وقرار وزير الزراعة واستصلاح الأراضي رقم 1566 لسنة 2007 بمنع تصدير خيار البحر، وفقا للدكتور محمود حنفي الأستاذ بكلية العلوم جامعة قناة السويس.

الإجراءات القانونية ضد المرتزقة

يشير المسؤول بجهاز شئون البيئة، إلى أن الجهاز يبلغ الشرطة عن أي نشاط صيد داخل محميات جنوب سيناء، وكذلك الأمر بالنسبة لصيادي خيار البحر في أي منطقة، ويحررون محاضر ضد المخالفين، وبعدها يُعرضون على النيابة العامة للتحقيق.

وعن الإجراءات المتبعة بعد القبض على شخص يصطاد خيار البحر، يقول المحامي محمود صفوت، إن الشرطة تحرر محضرا ضد الصياد، وتصادر كميات خيار البحر التي بحوزته، وبعدها يُعرض على النيابة العامة التي تقرر حبسه ثم تُحيل أوراق القضية إلى المحكمة، التي تقضي بحبسه وتغريمه بقيمة مالية كبيرة تصل لعشرات أو مئات الآلاف من الدولارات، نتيجة الأضرار البيئية التي تسبب فيها، ويقدر الغرامة مسؤول تابع لوزارة البيئة.

أما عن المضبوطات، يقول المحامي إن كانت حية يتولى موظفي جهاز شؤون البيئة إعادتها إلى بيئتها الطبيعية، وإن كانت مُجففة يتم إعدامها.

 

ضعف الرقابة وتعدد جهات الإشراف

يقول أستاذ علوم البحار، إنه لدينا قصور في تفعيل القوانين القائمة، إضافة لضعف القوة البشرية التي تُراقب وتُشرف على المحميات الطبيعية ومناطق الصيد في البحر الأحمر، فعدد العاملين في وكالات حماية الموارد الطبيعية ضئيل جدا، ولا يمكنهم مواجهة هؤلاء المرتزقة المدعومين بقوة مالية وبشرية كبيرة.

 

وأكد أن تداخل الاختصاصات بين محافظة البحر الأحمر ووزارتي الزراعة والبيئة وهي الجهات المشرفة على البحر الأحمر يتسبب في عدم تنسيق الجهود بينها، وعدم تطبيق القانون بشكل صارم، فلكل جهة منها وجهة نظر مغايرة للأخرى، لافتا إلى ضرورة توحيد سلطة مصائد الأسماك، والسلطات التي تمنح التصاريح، وحرس الحدود، وشرطة المسطحات المائية.

أثقلت الهموم كاهل أسامة، وترك الدهر أثره على وجهه.. يدعو ربه ألا يتدهور حاله أكثر، ويُرغم على ترك المهنة التي أفنى عمره فيها جراء تدهور حالة البحر أكثر فأكثر، بعدما أنفق ثمن مركبه كاملا على حوائج الأيام، ولن يسعفه سنه أن يقتات من مهنة أخرى.

تم إعداد هذا التحقيق بدعم وإشراف من شبكة صحافة الأرض EJN ضمن مشروع الإبلاغ عن قضايا المحيطات حول العالم.، بالتعاون مع موقع المنصة

مقالات ذات صلة

2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى