مقالات
التغير المناخي يهدد دورة المياه العالمية وينذر بنتائج غير مطمئنة
التغير المناخي الناجم عن تدخل الإنسان في الطبيعة يؤدي إلى زيادة درجة حرارة الكوكب، ومن ثم يمكّن الغلاف الجوي من الاحتفاظ بمزيد من الرطوبة.
من الصعب رؤية مدى وحجم هذا التأثير على المستوى العالمي لكن ذلك بيّن تماما على مستوى الطقس المحلي، فقد أدى التبخر وزيادة هطول الأمطار في بعض المناطق إلى حدوث حالات جفاف أكثر ويجعل أيضا هطول الأمطار نفسه يزداد في التتابع والشدة، وينذر باقتراب أحداث مناخية أكثر شدة في المستقبل القريب.
يقول بول “دوراك” عالم المناخ في مختبر “لورانس ليفرمور الوطني” في كاليفورنيا: رصدنا في السنوات الأخيرة فيضانات غير مسبوقة، حيث تدفقت كميات مياه كبيرة للنظام المناخي.
ويضيف: مثل هذه الظروف المتغايرة تتناسب مع ارتفاع درجات حرارة الجو والتسارع المخيف لدورة المياه العالمية، لكن تحديد مدى اشتداد دورة المياه العالمية ليس بالأمر السهل، حيث يصعب قياس معدلات التبخر، وإن تقدير مستويات هطول الأمطار يمثل تحديًا أيضا؛ للتغلب على هذه المشكلة، يتجه علماء المناخ إلى المحيطات، حيث يحدث معظم عمليات التبخر الأرض وهطول الأمطار.
يقول “تيمور سهيل” عالم المناخ بجامعة “نيو ساوث ويلز” في سيدني: يمكننا تحديد مدى تغير دورة المياه العالمية بناء على دراسة ملوحة المحيطات.
وفي دراسة جديدة كان قد درس هو وفريق من الباحثين التغيرات في المحتوى الملحي للمحيطات، مع الأخذ في الاعتبار أن مستويات اختلاط وتلاطم المياه متغايرة بفعل التيارات.
وقد وجدوا أنه ومنذ العام 1970 أصبحت المياه بالقرب من المناطق شبه الاستوائية الأرضية (على سبيل المثال، جنوب شرق الولايات المتحدة) أكثر ملوحة بسبب زيادة التبخر، وأن المنطاق القريبة من القطبين أصبحت أقل ملوحة بسبب زيادة هطول الأمطار.