مقالات

بسبب تغير المناخ مصر تفقد ثلثي الثروة النحلية

تحلم بسنت عصام بتأسيس جمعية للرفق بالحشرات من أجل ضمان استمرارية التنوع البيولوجي، كما تعمل على نشر الوعي حول أهمية الحشرات من خلال فيديوهات اليوتيوب، وتقول: أن الكارثة التي ستحدث إذا انقرضت حشرة هي نفس الكارثة التي ستحدث إذا انقرضت كل الحشرات، بنفس التوابع باختلاف الفترة الزمنية.

وتشير “المدونة حول الحشرات: إلى أن: الدراسات والأبحاث توقعت انتهاء العالم إذا اختفت جميع الحشرات من كوكب الأرض بخمسون عام، لأن الحشرات بجانب قيامها بوظيفة التلقيح الهامة، فإنها تقوم بوظائف أخرى عديدة وهامة للبشرية، كما أن هناك 70% من النباتات تعتمد في نموها على تلقيح الحشرات”.

وتضيف “عصام”: أن غياب الحشرات سيكون كارثة على جميع الفئات والأعمار، وبخاصة المرضى والفئات الأولى بالرعاية، لأن الأدوية على سبيل المثال ستقل بسب غياب النباتات التي يستخلص منها المواد الفعالة في صناعة الأدوية، نتيجة غياب الحشرات”.

وتشير الأبحاث إلى انخفاض حاد في أعداد نحل العسل على كوكبنا سنويًا، ومنذ تسعينات القرن الماضي ويلاحظ مربى العسل اختفاء أعداد كبيرة من نحل العاملات وخاصة في الشتاء ويقدر حاليًا عدد الفصائل التي انقرضت بنحو 4000 نوع من النحل.

وفي عام 2006م حدد العلماء ظاهرة لها السبب في موت النحل أطلقوا عليها متلازمة انهيار مستعمرات النحل، ويتوقع العلماء انقراض كامل لهذه الحشرات القرن المقبل، وخلال احتفال منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” باليوم العالمي للنحل عام 2019، دعت الدول إلى تكثيف جهودها الرامية لحماية حلفائنا الأساسيين في محاربة الجوع، وذكرت في تقريرها أن انخفاض أعداد النحل يشكل خطراً على الأمن الغذائي والتغذية في العالم.

عالم بدون نحل .. سيفقد غذائه

تعتمد أكثر من 75% من محاصيل الغذاء في العالم على التلقيح، وبدون النحل لن يكون لدينا هذه الأطعمة المغذية، إذ يلعب النحل دورا أساسيًا في الحفاظ علينا وعلى كوكبنا أصحاء، لكن النحل والملقحات الأخرى مهددين بسبب الزراعة المكثفة، والاعتماد على المحصول الواحد، والمبيدات الحشرية وتغير المناخ.

ومع هذا الخطر الكبير ينصح العلماء البشر بضرورة حماية أصدقائنا الصغار من خلال بعض الممارسات الصغيرة: كزراعة النباتات المزهرة، والامتناع عن استخدام المبيدات الحشرية، ونشر الوعي حول أهمية النحل وبخاصة للأطفال والشباب والاهتمام بتربية النحل فوق أسطح المنازل.

 خبير مصري: فقدنا ثلثي الثروة النحلية في مصر

من جانبه أكد المهندس أشرف شحته وهو مهندس زراعي ويعمل في تربية النحل بكلية الزراعة: أن النحل يسمي أجنحة الزراعة، لدوره البارز في تلقيح المحاصيل والمزروعات والأزهار، وتعتمد تربية النحل على 3 أشياء وهم نحل ونحال وبيئة مناسبة، النحل إذا كان سلاسة جيدة والملكة قوية ونحال يتابع ويلاحظ ويتدخل وقت الحاجة، وبيئة مناسبة لمعيشة وتكاثر النحل ستنجح العملية بشكل متميز وإنتاج عالي، لكن للأسف في ظل الظروف المناخية الحالية من تغيير في دراجات الحرارة بالارتفاع والانخفاض أدي إلى فقد ثلثي الثروة النحلية في مصر.

وأضاف “شحته”: أن تغير الرطوبة ودراجات الحرارة أدي إلى مشاكل عديدة في الزراعة أولا مثل تأخر مواعيد الإزهار أو نضج الثمار، ما يعمل على قلة الإنتاج، بل هناك محاصيل لم تعد تنتج من الأساس، وهناك محاصيل جديدة نستطيع زراعتها الآن لم نكن نزرعها قبل ذلك لعدم وجود جو مناسب لإنباتها.

وتابع “شحته”: يتأثر النحل كثيرا في مصر بسبب عدم قدرة النحل على الصمود أمام تغير المناخ الشديد وخاصة سلالات محل العسل المنتشرة في مصر، وعندما ترتفع دراجات الحرارة نعمل على توسع فتحات التهوية للنحل ونغطي خلايا النحل بطريقة جيدة، كما نعمل على تكييف المكان نفسه ليلبي راحة النحل.

وأردف “شحته” الذي يعمل في مجال تربية النحل منذ 30 عام، أن الحلول تتمثل في زراعة مساحات كبيرة من الصحراء، واستخدامها في تربية النحل بصورة جيدة، كما نحتاج تكاتف الدولة لسن القوانين والاهتمام بصناعة النحل، والواقع يؤكد أن الجميع يعمل بطريقة عشوائية ولا توجد قوانين أو تشريعات تحمي هذه الصناعة الهامة وتنظم عملها، مؤكدا: أن اهتمام الدولة بالسياسة الزراعية سينتج عنه زراعة جيدة نستفيد منها في تربية النحل ومضاعفة الإنتاج الزراعي، والسياسة الحرة في الزراعة لا تلبي المستقبل ولا تلبي حاجة المجتمع واستدامة التربة، ولابد من وجود دورة زراعية محكمة.

وشدد “شحته”: على ضرورة الوقوف امام الطريقة العشوائية لرش واستخدام المبيدات الحشرية، ولا تطبق القوانين، ولا توجد حملات توعوية مناسبة، والرقابة ضعيفة، والمنظومة بالكامل فاشلة وتحتاج إلى تطوير يناسب حاجة البيئة والمجتمع، والوضع ليس في مصر، بل نفقد نحل العسل في جميع البلدان العربية، وهو ما تؤكده لنا تقارير صحفية في غالبية الدول المختلفة.

الأردن قلق بسبب نفوق النحل

وقد ذكر التقرير الإقليمي المجمع لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا عن حالة التنوع البيولوجي، الذي أصدرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة  “الفاو”، أنه في الأردن يمكن أن تؤثر الزيادات المتوقعة في درجات الحرارة وانخفاض معدلات هطول الأمطار تأثيرا سلبيًا على الموارد الوراثية للأغذية والزراعة، ولاسيما سلالات المواشي المحلية، وأصناف النباتات البرية المتوطنة ونحل العسل المحلى Apis melilfera الذى أفاد الأردن أن معدل نفوق هذا النوع من النحل قد وصل بالفعل إلى مستويات مقلقة.

كما أفاد الأردن بالعمل على صون أنواع النحل المحلية، بما في ذلك نوعيات نحل العسل السوري Apis mellifera syriaca  لحمايتها من الانقراض وضمان استدامة أنشطة تربية النحل تخفيفًا من وطأة الفقر وتحقيقًا للأمن الغذائي.

ومما لا شك أن النحل البري (ومنه نحل العسل) يواجه اليوم تحديات عدة، إذ يتنافس مع الأنواع البرية المحلية من النحل ويهددها في مناطق مثل حوض الأمازون وغابات جنوب شرق آسيا، ومن الأنواع البرية من النحل ما وُضع بالفعل في القائمة الحمراء للأنواع المهددة والمعرضة لخطر الانقراض نتيجةً لتدمير موائلها والتوسع العمراني والزراعي وتغيُّر المناخ.

ختامًا يقول ألبرت آينشتاين: لن يستطيع الإنسان العيش طويلًا على الأرض حال اختفاء النحل، إذ يشكل النحل أحد أهم مكونات التنوع البيولوجي في مختلف أنحاء العالم، ويُعتبر المساهم الرئيسي في إنتاج العديد من المحاصيل الغذائية والفاكهة؛ إذ يقوم بدور هام للغاية في العديد من عمليات التلقيح للنباتات وإنتاج الثمار.

تم إنتاج هذه المادة بدعم من CFI ضمن برنامج ميديا-لاب البيئي

أحمد سبع الليل

صحافي ومدرب على صحافة المناخ مؤسس منصة المناخ بالعربي عضو مجلس الشباب العربي للتغير المناخي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى