فعاليات ومؤتمرات
المغرب منصة عالمية للطاقات المتجددة قمة الهيدروجين الأخضر بمراكش نموذجا
يزخر المغرب بمؤهلات ينبغي تثمينها، لاسيما مستويات التعرض لأشعة الشمس التي تصل إلى 3000 ساعة سنويا في المتوسط، ورأسمال الطاقة الريحية الذي يعد من بين أعلى المعدلات في العالم، إلى جانب القرب الجغرافي من أوروبا، مما يؤله بأن يصبح مصدرا للطاقة نحو أوربا والدول الإفريقية في المستقبل القريب.
خلال يومي 19 و20 شتنبر 2023 ، احتضنت مدينة مراكش فعاليات أشغال الدورة الثالثة للقمة العالمية للهيدروجين الأخضرWorld Power – to – X Summit) ( بمشاركة ثلة من أصحاب القرار السياسي والصناعيين والخبراء، يمثلون أزيد من 30 بلدا واللذين تقاسموا خبراتهم وتجاربهم خلال 35 جلسة علمية و 5 وحدات موازية.
كان الهدف من هذا التجمع هو عرض قصص نجاح المحركات الأولى حول الهيدروجين الخالي من الكربون والجزيئات النظيفة، واستكشاف مسارات توسيع نطاق المشاريع عبر سلسلة قيمة Power-to-X، بالإضافة إلى مناقشة طرق تنسيق خرائط الطريق للبلدان المتجاورة والمناطق المجاورة.
وحسب بيان قمة مراكش الرسمي، يبقى الهدف النهائي ل WorldPtXSummit™ هو دفع الزخم نحو مستقبل عالمي واعد قائم على اقتصاد مستدام مع نظام بيئي للطاقة صديق للمناخ يمثل الهيدروجين الخالي من الكربون والجزيئات النظيفة عالية القيمة قطعا أساسية في اللغز.
في حين أكد الخبير البيئي حميد رشيل “الخبير المناخي لجمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ” الحسب تحليله لبيان القمة، أن الهيدروجين الأخضر أصبح يشكل حلا بديلا بالنسبة للمغرب من السير قدما للحد من طاقات الوقود الأحفوري والمسببة لتغير المناخ، فقد أعلن أن الهدف هو تحقيق معدل إنتاج يصل إلى 52 في المئة من الطاقات المتجددة بحلول سنة 2030، وذلك بهدف خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة تصل إلى 20 في المئة، وكذا لأجل المساهمة في إزالة الكربون من البلدان الشريكة.
ولقد أكد في حديثه، أن المغرب خلال هذه القمة قدم التزامه على تسريع تنزيل عرضه في مجال الهيدروجين الأخضر بحيث يعتبر المغرب هذا الشأن مبادرة طموحة يراد من خلالها تكريس المغرب كرائد إقليمي وقطب إفريقي في مجال الهيدروجين الأخضر، استنادا إلى مزاياه الطبيعية واستراتيجيته الوطنية وشراكاته الدولية القوية.
كما أكد الخبير المناخي حميد رشيل، أن المغرب على أنه وضع نصب أعينه العمل على:
-
تقليص فجوة التكلفة الطاقية من %88 إلى %38 بحلول 2030، وإلى أقل من %17 بحلول 2050.
-
تخصيص ما يناهز %7 من الناتج المحلي الإجمالي لهذا الشأن.
-
وإن ما يحفز المغرب على التشبث بمبادراته هاته، مؤهلاته المهمة في مجال الطاقات المتجددة والنظيفة من بينها:
-
+ توفره على أزيد من 3000 ساعة مشمسة في السنة.
-
+ توفره على رأسمال مهم من الطاقة الريحية.
-
+توفره على ساحل بحري شاسع يبلغ طوله حوالي 3500 كلم.
-
+قربه من أوروبا قصد التصدير سيما وأن المغرب بدأ يفكر بشكل جلي في إنشاء قناة لتصدير الهيدروجين الأخضر موازية لقناة الغاز النيجيري.
وتعتبر قمــة “World Power-to-X Summit” التي عقدت بمراكش يومي 19 و20 شتنبر/أيول منصــة رائــدة تهــدف إلــى تعزيــز حــوار إقليمــي ودولــي حــول فــرص وتحديــات سلســلة القيمــة الصناعيـة واللوجسـتية والتكنولوجيـة للهيدروجيـن الأخضـر وتطبيقاتـه. مـن هـذا المنطلـق، تكتسـي هـذه النسـخة الثالثـة أهميـة خاصـة، فـي سـياق أزمـة طاقيـة عالميـة تفاقمـت بسـبب التوتـرات وتحـولات السياسـية المتسـارعة. علـى المسـتوى الوطنـي، يأخـذ هـذا بعـدا كبيـرا.
وهدف المغرب من خلال كل مبادراته هاته، تشجيع الابتكار وتعزيز التكوين في مجال الهيدروجين الأخضر وإرساء تدابير مناسبة كفيلة بإنجاح انتقاله الطاقي. حيث تشكل قدرة المغرب على استغلال موارده الشمسية والريحية لإنتاج الأمونياك “الأخضر”، الخالي من الكربون، كما تعتبر فرصة استراتيجية حقيقية لتثبيـت المغـرب كزعيـم إقليمـي ومحـور أفريقـي فـي مجـال الهيدروجيـن، بالاسـتناد إلـى مزايـاه الطبيعيـة واستراتيجيته الوطنيـة وشـراكاته الدوليـة القويـة في هذا الإطار، كما يمكن أن يلعب الهيدروجين الأخضر دورا محوريا في تحقيق الهدف المتمثل في إزالة الكربون من الصناعة وتطوير الطاقات الشمسية والريحية والمائية.
حميد رشيل خبير مناخي لجمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ