مستقبلنا المشترك: نظرة على إنجازات مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي 2023
في لحظة حاسمة من تاريخنا، انعقد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي COP28 في دبي، حيث اتحدت أطراف العالم لمواجهة تحديات البيئة بقوة وتصميم؛ هذه ليست مجرد أرقام وإحصائيات، بل هي رحلة مثيرة من الأمل نحو مستقبلنا المشرق، دعونا نستعرض سويًا تلك اللحظات الفارقة التي ستحدد مسارنا نحو استدامة أفضل، وتفاصيل COP28 وتسليط الضوء على التزامنا المشترك بنقل عالمنا إلى مرحلة جديدة من الاستدامة والتقدم.
بدأ المؤتمر الذي امتد لمدة أسبوعين بتنظيم القمة العالمية للعمل المناخي، حيث التقى رؤساء 154 دولة وحكومة للتباحث في تعزيز قدراتها على مواجهة تأثيرات تغير المناخ لقد شهدت هذه اللحظات التاريخية توصل الأطراف إلى اتفاق تاريخي حول تفعيل صندوق الخسائر والأضرار، مع اعتماد قرار موضوعي في اليوم الأول للمؤتمر للمرة الأولى على الإطلاق؛ وفي لحظات قليلة من صدور القرار، تحققت التزامات مالية تجاوزت 700 مليون دولار، تعكس التحفيز العالمي لدعم البلدان المعنية.
تقدمت الأمور أيضًا في جدول أعمال الخسائر والأضرار، حيث تم التوصل إلى اتفاق يحدد استضافة مكتبي الأمم المتحدة للحد من أخطار الكوارث ولخدمات المشاريع أمانة شبكة سانتياغو للخسائر والأضرار، ومن خلال هذه المنصة، ستعمل على تعزيز المساعدة الفنية للبلدان النامية التي تواجه آثارًا خطيرة نتيجة لتغير المناخ.
وفي سياق التفاهم، تبنت الأطراف أهداف الهدف العالمي للتكيف (GGA) وإطاره، الذي يحدد الطريق نحو تعزيز مقدرات العالم على مواجهة تأثيرات تغير المناخ، مع التأكيد على ضرورة دعم مالي وتكنولوجي وبناء القدرات لتحقيق هذه الأهداف.
شهد مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي COP28 تسليطًا هائلًا على أهمية زيادة تمويل المناخ، والذي وصف مرارًا بأنه “العامل التمكيني العظيم للعمل المناخي”؛ صندوق المناخ الأخضر (GCF) شهد تعزيزًا قويًا لموارده، حيث بلغ إجمالي التعهدات رقمًا قياسيًا بلغ 12.8 مليار دولار أمريكي من 31 دولة؛ بينما أعلنت ثماني حكومات مانحة التزامات جديدة لصندوق أقل البلدان نموًا والصندوق الخاص لتغير المناخ، بمجموع يتجاوز 174 مليون دولار أمريكي.
ورغم هذه التقدمات، فإن التقييم العالمي يظهر أن هذه التعهدات تبقى دون الكميات اللازمة لدعم البلدان النامية في التحول إلى الطاقة النظيفة وتنفيذ خططها المناخية؛ تطرح عملية التقييم العالمية تحديدًا “هدف كمي جماعي جديد بشأن تمويل المناخ” في عام 2024، مع التأكيد على أهمية إصلاح البنية المالية وإيجاد مصادر تمويل مبتكرة لدعم هذه المبادرات الحيوية.
اندمج مع قادة العالم في COP28، حيث شهد المجتمع المدني، وقطاع الأعمال، والشعوب الأصلية، والشباب، والمؤسسات الخيرية، والمنظمات الدولية وحدة تصميم لسد الفجوات حتى عام 2030؛ حيث حضر أكثر من 85,000 مشارك مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، ناقلاً أفكارًا وحلولًا، وبناءً شراكات وتعزيز التحالفات.
القرارات التي اتخذت هنا تؤكد على أهمية تمكين جميع أصحاب المصلحة في العمل المناخي، خاصة من خلال خطة العمل لتمكين المجتمع من التأثير المناخي وخطة العمل لتعزيز المساواة بين الجنسين.
بجانب المفاوضات الرسمية، شكلت مساحة العمل العالمي للمناخ في COP28 منصة لتعزيز التعاون بين الحكومات والشركات والمجتمع المدني، حيث قدموا حلولهم الواقعية لمشكلات التغير المناخي.
أبطال مرموقون أطلقوا في إطار شراكة مراكش للعمل المناخي العالمي، خارطة طريقهم لتنفيذ حلول المناخ لعام 2030، تضم مجموعة من الحلول والرؤى من أصحاب مصلحة متنوعين، وهذه الخطوة تهدف لتوسيع وتكرار التدابير الفعالة لخفض الانبعاثات العالمية والتكيف بشكل أفضل بحلول عام 2030.
كما شهد المؤتمر العديد من الإعلانات لتحسين مرونة أنظمة الغذاء والصحة العامة، وتقليل الانبعاثات المتعلقة بالزراعة وغاز الميثان.
تم تسهيل المفاوضات حول “إطار الشفافية المعزز” في COP28 ليمهد الطريق لعصر جديد من تنفيذ اتفاق باريس، حيث تعمل منظمة الأمم المتحدة لتغير المناخ على تطوير أدوات الإبلاغ عن الشفافية والمراجعة؛ من المتوقع أن تكون هذه الأدوات جاهزة للاستخدام من قبل الأطراف بحلول يونيو 2024.
أخيرًا، أعلنت الأطراف عن استضافة أذربيجان لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرون في نوفمبر 2024، والبرازيل لمؤتمر الأطراف الثلاثين في نوفمبر 2025.
العامين القادمين سيكونان حاسمين؛ في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP29)، يتعين على الحكومات وضع هدف جديد لتمويل المناخ يعكس حجم وإلحاح التحدي المناخي؛ أما في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP30)، فيجب عليها أن تكون مستعدة لتقديم مساهمات جديدة ومحددة على المستوى الوطني، تغطي الاقتصاد بأكمله، وتشمل جميع الغازات الدفيئة، متوافقة تمامًا مع حد درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية.
علينا أن نستمر في تنفيذ اتفاق باريس بشكل كامل، وفي أوائل عام 2025، يجب على البلدان تقديم مساهمات جديدة محددة وطنيًا؛ حيث انه كل التزام، سواء في التمويل، والتكيف، أو التخفيف، يجب أن يوجهنا نحو التوافق مع عالم يشهد ارتفاع درجة حرارته إلى 1.5 درجة مئوية.
في ختام هذه الرحلة الملهمة عبر مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP28)، نرى أمامنا تحديات هائلة وفرصًا ملهمة لتغيير مستقبل كوكبنا؛ إن التعاون والالتزام الذي شهدناه يشكلان أساساً قوياً للتصدي لتحديات تغير المناخ.
هل نحن على ارتفاع هذا التحدي؟ هل يمكن للجهود المشتركة أن تحقق تأثيراً إيجابياً على مستقبل الأجيال القادمة؟ دعونا نفكر سويًا كيف يمكننا جميعًا المساهمة في تحقيق تغيير حقيقي ومستدام؟!ما هي أفكاركم ومقترحاتكم للمساهمة في بناء عالم أخضر ومستدام؟
I loved even more than you will get done right here. The picture is nice, and your writing is stylish, and I think you should give it again soon. I’ll probably do that again and again if you protect this walk.