من أجل رفع وعي الأطفال.. رحلة بيئية لمحمية سيدي بوغابة
الفضاء الإيكولوجي لمحمية سيدي بوغابة استقبل الشطار الصغار لمشروع العلوم في البادية من أجل الحد من التغيرات والمناخية والمساهمة في الحفاظ على البيئة.
نظمت الجمعية المغربية للشطار الصغار بالتنسيق مع الجمعية المغربية للرفق بالحيوان والمحافظة على الطبيعة 4 رحلات بيئية إلي محمية سيدي بوغابة بالمغرب، بمشاركة الخبير البيئي مصطفى بنرامل.
يأتي هذا بهدف بناء قدرات الأطفال لبرنامج العلوم في البادية لعدد من المدارس على رأسها مدرسة المتنبي الإعدادية يوم 17 مارس من جماعة المناصرة اقليم القنيطرة، وثانوية بير الطالب يوم 19 مارس من مدينة سيدي قاسم، ومدرسة دار البتول يوم 24 مارس من مدينة تمارة، ثانوية عبد الخالق الطريس الإعدادية يوم 26 مارس من مدينة سيدي سليمان سنة 2022، وذلك من أجل تمكينهم بمهارات والمعارف وآليات للحد من آثار تغير المناخ وسبل المحافظة على البيئية سواء الطبيعية أو المستحدثة من جهة، وتحفيزهم على التعلم والتميز الدراسي، وكذا خلق لديهم الرغبة في الإبداع العلمي والبيئي والمناخي، ورفع وعيهم الثقافي من جهة أخرى.
يذكر أن مشرع العلوم في البادية هو برنامج تربوي طموح منظم من طرف الجمعية المغربية للشطار الصغار بدعم من مؤسسة دروسوس والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباط-سلا-القنيطرة وجامعة محمد الخامس بالرباط، ويمتد المشروع لثلاث سنوات (2020-2023) مخصص لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية القروية.
ويهدف هذا المشروع إلى ترسيخ الثقافة العلمية، التقنية والبيئية لدى الشباب بطريقة ممتعة مع الاعتماد على منهجية بيداغوجية ابتكارية. تقصد جمعية الشطار الصغار بالثقافة العلمية، التقنية والبيئية تطوير معارف التلاميذ في المجالات التالية: (1) العلم والتكنولوجيا، (2) التنمية المستدامة وتغير المناخ، (3) التعايش والتعايش بين الثقافات، (4) التعليم المالي وتنظيم المشاريع. وأما باقي المؤسسات التعليمية فقد استفادت بدورها من رحلات وخراجات بيئية (زيارة الحدائق العجيبة وحديقة الحيوانات) أو علمية (زيارة خيمة الفضاء التكنولوجية، محطة معالجة المساه العادمة، ومركز البحث العلمي…) أو تراثية حضارية للتعرف على المعالم التاريخية لمدينة الرباط وسلا (متحف محمد السادس للفن الحديث، زيارة متحف اتصالات المغرب).
وتجد الإشارة أن محمية سيدي بوغابة تتجاوز قيمتها من كونها بحيرة طبيعية تتوسط مجالا غابويا غنيا بالأصناف النباتية والحيوانية الأصلية، أو كونها منطقة رطبة مصنفة في لائحة رامسار، إلى فضاء إيكولوجي طبيعي أصيل يستقطب المهتمين البيئيين من مختلف أرجاء العالم. سجلت عام 1980 ضمن قائمة المناطق الرطبة في العالم ذات الأهمية الكبرى طبقاً لمعاهدة رامسار RAMSAR الدولية التي وقعت تحت رعاية الأمم المتحدة سنة 1971، حيث يتوفر المغرب على 38 منطقة رطبة في هذه اللائحة، تستقطب الباحثين والزوار الراغبين عن السكينة وعشاق المناظر الطبيعية الخلابة، ذلك أنها تشكل بحق جوهرة إيكولوجية فريدة تكتسي أهمية بالغة في الحفاظ على التوازنات البيئية وحماية التنوع البيولوجي، في مواجهة آثار التلوث وتقلبات المناخ.
إذ تقع محمية سيدي بوغابة جنوب مصب وادي سبو قرب شاطئ مهدية على بعد 13 كيلو متر من مدينة القنيطرة و 35 كيلومتر من مدينة الرباط، وقد اتخذت هذا الاسم منذ 1971، في حين كان اسمها غابة سيدي بوغابة قبل هذا التاريخ نسبة إلى الولي سيدي محمد بن عبد الله الشرقاوي الملقب ب (بوغابة) الذي كان من بين المحاربين المشهورين بالمنطقة حيث عرف بسمعته الطيبة وبتدينه، وبعد وفاته بني على قبره ضريح يقع جنوب الغابة سمي باسمه.
وتعد محمية سيدي بوغابة من الشواهد النادرة على الغطاء النباتي (226 نوع من النباتات أهمها العرعر الاحمر) الذي كان يكسو هذه المنطقة من الساحل الأطلسي، كما تحتوي على آخر بحيرة طبيعية دائمة للماء العذبة على ساحل المحيط الأطلسي المغربي . وتبلغ مساحة المحمية 650 هكتار، منها 110 هكتار خاصة بالبركة المائية التي تستمد معظم مياهها من الحقول الجوفية بنسبة % 90، والتساقطات المطرية بنسبة % 10. وتتوفر على حوالي 225 نوع من الطيور، يمكن ملاحظة غالبيتها خلال موسم الهجرة أو في فصل الشتاء، منها 137 نوع تشاهد بصفة مستمرة، منهم 37 نوع قارين.
اشتهرت هذه المحمية على الصعيد الدولي بين العلماء المهتمين بالطيور المهاجرة الني تربط أوروبا بإفريقيا الشبه الصحراوية مما يجعل منها مكانا مفضلا للراحة والاقتيات لهذه الطيور منها العابرة التي تأتي في فصل الشتاء، ومن جهة أخرى لكونها تأوي بعض أصناف الطيور النادرة التي يستحيل مشاهدتها في بلدان أخرى (الحذف الرخامي). وهذه المحمية تندرج في لائحة «رامسار» وبالتالي فإنها تخضع حاليا لإجراءات حمائية صارمة.
وتجد الإشارة الجمعية المغربية للشطار الصغار استأنفت خلال شهر نونبر2021 أنشطة برنامج “العلوم في البادية” لسنته الثانية. والذي يهدف إلى تعزيز الثقافة العلمية والتقنية والمواطنة في المناطق القروية (البادية) وتحديداً في 21 مدرسة (14 إعدادية و 7 مدارس ابتدائية) تقع في 7 أقاليم “بمعدل 3 مؤسسات بكل إقليم” (الرباط – سلا – صخيرات تمارة – الخميسات – القنيطرة – سيدي سليمان – سيدي قاسم) من جهة الرباط وسلا والقنيطرة.
وهذا البرنامج منظم بالتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم الرباط وسلا والقنيطرة، والذي أتاح استفادة أكثر من 750 تلميذا وتلميذة من هذا البرنامج الذي يهدف إلى تنمية حسهم الإبداعي والمواهب التفكيرية وكذلك تطوير الحياة الثقافية داخل المؤسسات التعليمية.
أما بالنسبة لجامعة محمد الخامس بالرباط ، فإن مساهمتها مهمة لأنها تتيح لطلاب الجامعات المشاركة في هذا البرنامج كوسيط علمي وثقافي وكذا فرصة تطوير مهاراتهم وقدراتهم التنشيطية.
وأجل التنفيذ الفعلي تقنيا ومهاراتيا، أعدت الجمعية المغربية للشطار الصغار برنامجًا ثريًا يمتد على مدار العام الدراسي بأكمله بما في ذلك ورشات عمل علمية أسبوعية ورشات تحسيسية وحصص تكوينية و حقائب وأدوات بيداغوجية وخرجات تربوية والاحتفال بالأيام العالمية: للماء، للأرض والبيئة ومهرجان النوادي العلمية وفعاليات ثقافية داخل المؤسسات التعليمية وخارجها.
كما استهدف أيضا الأساتذة المنسقات والأساتذة المنسقين للنوادي العلمية، فقد تمت جدولة العديد من اللقاءات التكوينية وورشات عمل تواصلية لتبادل ومشاركة الخبرات المكتسبة، بالإضافة إلى الاستفادة من الأدوات التعليمية والبيداغوجية الموضوعة رهن إشارتهم من طرف الجمعية المغربية للشطار الصغار.
وخلال السنة الجارية، شاركت جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ بمنشطات ومنشطين لتأطير ورشات هذا البرنامج بعدة مؤسسات تعليمية بأقاليم الجهة، كما كانت مناسبة لاكتساب مهارات نوعية في هذا المجال واكتساب خبرة الجمعية المغربية للشطار الصغار في مجال التربية البيئية وتبسيط العلوم.