مقالات

حظر الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد في الصومال

أصدرت وزارة البيئة والتغيرات المناخية في الحكومة الفيدرالية الصومالية بقرار حظر أو منع  الاستخدام الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، والتي تعتبر تجربة  فريدة من نوعها بعدما أكدت دراسات وأبحاث عديدة عن أضرارها البالغة  سواء كانت من الناحية الصحية أو من ناحية البيئة وحثت الوزارة علي استخدام الأداوات البديلة والصديقة للبيئة كالأكياس القماشية أو الورقية، إذ أن عدم تحلل الأكياس البلاستيكية هو واحد من أشد مخاطرها علي الإطلاق.

وقامت ايضا وزارة البيئة بالصومال برفع الوعي المجتمعي والذي يلعب دورا مهما باتجاه تلك المخاطر الناجمة عن استخدام الأكياس، ومن ضمن الأضرار التي تسبب الأكياس  البلاستيكية:

  • أن مخلفات الأكياس البلاستيكية تمثل عبئًا كبيرًا على البيئة لأنها غير قابلة للتحلل
  • إلقاء الأكياس البلاستيكية تحت أشعة الشمس يمكن أن يسبب انبعاث غازات ضارة جدًا على صحة الإنسان
  • تقوم الأكياس البلاستيكية ايصًا بإعاقة نمو النباتات عن طريق منع أشعة الشمس والهواء من الوصول إليها، كما أن وجودها بين الحشائش معلقة على أغصان الأشجار يضعها في طريق الحيوانات التي تبحث عما تأكل
  • إلحاق الضرر بالحيوانات البرية اي أن تطاير الأكياس البلاستيكية وانتشارها في المراعي والمناطق الريفية والبرية يؤدي إلى نفوق الكثير من الحيوانات، كالأبقار والأغنام والماعز والحيوانات البرية بسبب انسداد القناة الهضمية أو الجهاز التنفسي وخاصة الرئتين والقصبات الهوائية في الحيوانات التي تبتلعها

و يعتقد نشطاء البيئة أن هذه الخطوات الايجابية اتخذتها الوزارة نحو عالم خالي من البلاستيك.

أهمية القرار:

1.حماية البيئة: الأكياس البلاستيكية تُعتبر من أكبر مصادر التلوث. حيث تسبب تراكمها في الأرض والمسطحات المائية، مما يلحق الضرر بالنظام البيئي والحياة البحرية. قرار الحظر سيساعد على تقليل هذا التلوث وحماية الموارد الطبيعية.

2.الصحة العامة: الأكياس البلاستيكية يمكن أن تتحلل إلى جزيئات صغيرة تشكل خطرًا على الصحة عندما تدخل السلسلة الغذائية. هذه الجزيئات قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة للإنسان والحيوانات. بتقليل استخدام هذه الأكياس، يمكن تحسين الصحة العامة.

3.التوعية حول البدائل: حثت وزارة البيئة على استخدام الأكياس البديلة الصديقة للبيئة، مثل الأكياس القماشية أو الورقية. هذه البدائل ليست فقط أقل ضررًا على البيئة، بل يمكن أن تكون أيضًا أكثر ديمومة.

التحديات المحتملة:

رغم فوائد هذا القرار، فقد تواجه الحكومة عدة تحديات في تنفيذه، منها:

1.المقاومة المجتمعية: قد يظهر بعض الأفراد والشركات مقاومة لهذا القرار بسبب الاعتماد الطويل على الأكياس البلاستيكية. لذلك، من المهم تضمين التوعية والتعليم في عملية التنفيذ.

2.البنية التحتية لتجميع النفايات: تحسين نظام إدارة النفايات ضرورة لمواجهة الآثار السلبية لاستخدام الأكياس البلاستيكية المتبقية. تحتاج الحكومة إلى استثمار في بنية تحتية أكثر كفاءة للتخلص من النفايات.

3.اقتصادات الأكياس البديلة: توفير الأكياس البديلة بأسعار معقولة وسهولة الوصول إليها سيكون مفتاح النجاح. يجب دعم الإنتاج المحلي للأكياس القماشية والورقية لتيسير توفرها للمستهلكين.

خطوات للمستقبل:

لضمان نجاح هذا القرار، يمكن اتخاذ الخطوات التالية:

– حملات توعية: تنظيم حملات توعية مستمرة لشرح مخاطر الأكياس البلاستيكية وبدائلها.

– تشجيع الصناعات المحلية: دعم الإنتاج المحلي للأكياس البديلة وتقديم حوافز للشركات التي تتبنى ممارسات بيئية مستدامة.

– مراقبة التنفيذ: إنشاء آلية لمراقبة تنفيذ القرار وتقييم تأثيره على البيئة والصحة العامة.

الخاتمة:

يُعتبر حظر الأكياس البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد خطوة هامة نحو تعزيز الاستدامة وحماية البيئة في الصومال. بتظافر الجهود من الحكومة والمجتمع، يمكن تحقيق نتائج إيجابية لمستقبل أكثر صحة ونظافة. من خلال التوعية واستبدال الأكياس البلاستيكية بأخرى صديقة للبيئة، يمكن تحسين جودة الحياة وحماية كوكبنا للأجيال القادمة.

م/ عبدالنور سعيد - الصومال

م/ عبد النور سعيد حسن دولة الصومال، مهندس زراعي لديه شغف كبير بالبيئة وتغير المناخ، يعمل على نشر المعرفة من خلال كتابة المقالات والموضوعات مع التركيز على قضايا التنمية المستدامة في إفريقيا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى