أوراق خضراء

تقرير مؤشر أهداف التنمية المستدامة بالمنطقة العربية

الغرض من مؤشر أهداف التنمية المستدامة ولوحات المتابعة للمنطقة العربية هو أن تكون أداة تستخدمها للحكومات وأصحاب المصلحة الآخرون لقياس التقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، وتسليط الضوء على الفجوات في كل من التنفيذ والبيانات. يُعتبر مؤشر أهداف التنمية المستدامة للمنطقة العربية لعام 2019 هو الأول من نوعه، وبالتالي، فهو مصمم أيضًا لفتح أبواب الحوار والنقاش حول المجالات والسياسات والإجراءات ذات الأولوية.

 

يتكوّن مؤشر أهداف التنمية المستدامة للمنطقة العربية لعام 2019 من 105 مؤشرات، لكل منها درجة مُعيّنة (0-100) ولون من ألوان إشارات المرور الضوئية (أخضر أو أصفر أو برتقالي أو أحمر) للإشارة إلى الأداء المتحقق. بالإضافة إلى ذلك، تشير الأسهم إلى الاتجاهات الراهنة في تحقيق أهداف المؤشرات التي تتوفر عنها بيانات لعدة سنوات.

 

بالمقارنة مع تقرير التنمية المستدامة لعام 2019، والذي يحتوي على مؤشر أهداف التنمية المستدامة ولوحات المتابعة لجميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، يطرح مؤشر المنطقة العربية 30 مؤشرًا جديدًا تعبّر عن الأولويات والتحديات الإقليمية. تم اختيار هذه المؤشرات، إلى جانب العتبات ذات الصلة، من خلال مرحلتين من المشاورات مع الخبراء الإقليميين، والتي أُجريت في مايو وأغسطس من عام 2019 وأثمرت عن أكثر من 200 تعليق من أكثر من 40 خبيرًا مختصًا. ويحذف المؤشر الإقليمي أيضًا المؤشرات غير المفيدة أو غير ذات الصلة بالمنطقة أو حيث لا تكفي تغطية البيانات حاليًا.

 

بالإضافة إلى ذلك، يشمل مؤشر المنطقة العربية لعام 2019 فلسطين، والتي لم تُدرج حتى الآن في تقارير المؤشر العالمي لأهداف التنمية المستدامة. كما يعرض المؤشر درجة الإنجازات الإجمالية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة لبلدين لم يحصلا على درجة واحدة على المؤشر العالمي – ليبيا والصومال – بسبب قلة البيانات المتوفرة.
وفيما يلي النتائج الرئيسية للدراسة:
  1. حققت المنطقة مجموعة واسعة من نتائج التنمية المستدامة، مع بقاء تحديات مشتركة حول نظم الإنتاج الغذائي المستدامة والمساواة بين الجنسين، من بين جملة أمور أخرى. تعكس الفروق بين 22 دولة عربية اختلافاتها الكبيرة جدًا في الأداء على العديد من المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية. ولا يوجد سوى القليل من القواسم المشتركة بين المنطقة بأسرها، بما في ذلك الأداء الضعيف في الهدف رقم 2 من أهداف التنمية المستدامة (القضاء على الجوع وتوفير الأمن الغذائي والتغذية المحّسنة وتعزيز الزراعة المستدامة)، والهدف رقم 5 (تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات). هناك أيضًا تحديات ضخمة في هدف التنمية المستدامة رقم 3 (الصحة الجيدة والرفاه)، والهدف رقم 6 (المياه النظيفة والصرف الصحي)، والهدف رقم 7 (الطاقة النظيفة الميسورة التكلفة)، والهدف رقم 8 (العمل اللائق والنمو الاقتصادي)، والهدف رقم 9 (الصناعة والابتكار والبنية التحتية)، والهدف رقم 14 (الحياة تحت الماء) والهدف رقم 16 (السلام والعدالة والمؤسسات الفعالة)، والتي تنتشر عبر المنطقة. تظهر أهداف التنمية المستدامة الأخرى مزيدًا من الاختلاف، مما يصعّب عملية التوصية بتوصيات سياسية شاملة – يجب أن تكون الاستجابات والحلول متعلقة بكل بلد على حدة وتختص بسياق معين.
  2. خمسة بلدان قطعت ثلثي الطريق نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة. في عام 2019، برزت خمس دول كقيادات إقليمية، حيث بلغ إجمالي درجاتها على المؤشر 65 درجة أو أعلى. وهذه الدول هي الجزائر والإمارات العربية المتحدة والمغرب وتونس والأردن، مرتبين تنازليًا. إجمالًا، لا تحرز المنطقة العربية درجة عالية فيما يتعلق بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، بمتوسط 58 درجة من أصل 100. لا يتبقى سوى عقد واحد فقط لتحقيق خطة 2030، وتحتاج المنطقة إلى تسريع جهودها المبذولة في جميع مجالات التنمية المستدامة.
  3. تواجه البلدان الفقيرة والمتأثرة بالحروب الخطر الأكبر في التخلف عن الركب بشكل عام، حصلت الدول العربية الـ22 على درجة حمراء في نسبة 51% من جميع أهداف التنمية المستدامة الـ17. سجّلت البلدان الستة الأقل نموًا في المنطقة (LDCs)، وبلدان آخران يعانيان من الحروب: سوريا والعراق، درجات حمراء في أكثر من 10 أهداف من أهداف التنمية المستدامة في لوحة متابعة أهداف التنمية المستدامة، مما يشير إلى أنها بعيدة كل البعد عن تحقيق هذه الأهداف. ستحتاج هذه البلدان إلى جهود هائلة على الصعيد المحلي ومن الشركاء الإقليميين والدوليين لضمان عدم ترك أحد خلف الركب.
  4. هناك زخم إيجابي في مجالين مهمين يتعلقان بالاستدامة البيئية، والمياه، وتغيّر المناخ. تسير العديد من الدول العربية على الطريق الصحيح لتحقيق هدف التنمية المستدامة رقم 6 (ضمان توافر المياه وخدمات الصرف الصحي للجميع وإدارتها إدارة مستدامة) والهدف رقم 13 (اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغيّر المناخ وآثاره)، بينما هناك زيادات معتدلة في الأداء عبر العديد من أهداف التنمية المستدامة من منظور الأمن البيئي، يُعتبر تحقيق أنظمة مستدامة للمياه والتعامل مع تغيّر المناخ أمرين بالغي الأهمية. إجمالًا، لم يتحقق حتى الآن سوى أربعة من أهداف التنمية المستدامة الـ17 في ثلاثة بلدان في المنطقة (العراق والأردن ولبنان). وهذا يعني أن 19 بلدًا لم يحقق أي هدف من أهداف التنمية المستدامة بعد.
  5. لا تزال هناك ثغرات كبيرة في البيانات اللازمة لقياس أداء التنمية المستدامة في المنطقة، ولا سيّما توزيع الثروة والدخل. توجد أبرز فجوات البيانات حاليًا في الهدف رقم 1 من أهداف التنمية المستدامة (القضاء على الفقر بجميع أشكاله في كل مكان) والهدف رقم 10 (الحد من انعدام المساواة داخل البلدان وفيما بينها). ففي كلا المجالين، تكون الثغرات ناتجة عن نقص البيانات المتعلقة بالدخل وتوزيع الثروة. لم يتم التوصل إلى مجموعات بيانات إقليمية متاحة للجمهور في عملية إعداد مؤشر أهداف التنمية المستدامة للمنطقة العربية لعام 2019. ينبغي أن تكرس المنطقة العربية بشكل عاجل المزيد من الاهتمام والموارد لتوليد البيانات وإتاحتها في المجالات المذكورة أعلاه. وسيكون هذا ضروريًا لتمكين تتبع أداء أهداف التنمية المستدامة وكذلك للتخطيط وصنع القرار القائم على البيانات والمستند إلى العلوم أيضًا.
تقرير مؤشر أهداف التنمية المستدامة:
2019_arab_region_index_and_dashboards_arabic
 
PDF Embedder requires a url attribute

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى