مقالات

العدالة المناخية والمرأة الإفريقية

 
يواجه العالم في يومنا هذا العديد من الأثار الناجمة عن تغير المناخ، هذه الأثار المتفاقمة بمرور الزمن، والمهددة لصحة وحياة البشر والأمن الغذائي للبشر والمؤثرة على اقتصاديات دول العالم أجمع، ولكن هل جميع البشر متساوون في مواجهة تلك الأثار؟.
 

تعاني البلدان النامية وبداخلها السكان الأكثر ضعفًا بشكل أكبر في مواجهة تلك الأثار، وهذا ينطبق على النساء والفتيات، فنجد تضرر النساء بشكل أكبر له عوامل عدة منها الصعوبة في الوصول للموارد، وعدم القدرة على التنقل بحرية، ومواجهة العنف المتصاعد خالل فترات عدم الاستقرار في الدول، هذا من منظور واسع التحليل لوضع النساء في مواجهة التغير المناخي.


فماذا عن المرأة الإفريقية؟
المرأة الإفريقية تعاني من التهميش الإقتصادي وعدم المساواة بين الجنسين في مسئوليات العمل المتباينة بين النساء والرجال في أفريقيا ، كما لا تتمتع المرأة في أفريقيا بنفس القدرة علي التكيف والإستجابة للتغيرات المناخية، ففي جنوب الصحراء الإفريقية النساء هن المسؤولات عن جمع المياه في مجتمعاتهن، ومع تفاقم التغير المناخي المسبب للجفاف المتزايد سوف تتحمل النساء أعباء إضافية كالمشي لمسافات أطول لوصول إلي المياه أو منع الفتيات من الذهاب لمدراسهن للمساعدة في جمع المياه، وأيضا ًعدم توافر الموارد والجفاف سوف يؤدي إلي الهجرة والنزوح وهذا سوف يكون نتائجه وخيمة علي وضع المرأة في أفريقيا، فمن ناحية سوف يعرضهن للمزيد من العنف القائم علي النوع الإجتماعي ، ومن ناحية أخري قد يعرض الفتيات للزواج المبكر والعنف المنزلي والجنسي والإتجار بهن نتيجة استغلال ضعفهن الناتج عن الهجرة والنزوح المناخي.
كما تعاني النساء في أفريقيا من عدم المساواة في الوصول إلي خدمات الرعاية الصحية والخدمات الخاصة بالصحة الإنجابية والجنسية مما يؤثر على جودة حياتهن وأسرهن، ويزداد الأمر سوء مع التغيرات المناخية حيث الإحتياج المتزايد لتوفير الخدمات الصحية لمساعدة النساء على مواجهة الأثار الصحية للتغيرات المناخية.

إذا ما الذي يمكننا فعله؟
إن التمكين الإقتصادي للمرأة والعمل علي وصول النساء إلي مواقع صنع القرار المحلية والعالمية والتأثير في سياسة المناخ لجعلها أكثر عدالة للنساء وخصوصًا في أفريقيا وذلك من خلال بناء قدرات النساء في مجال العمل المناخي، والعمل علي تخصيص الموارد لمبادرات تغير المناخ ومشاريع التكيف والتخفيف من حدة التغيرات المناخية والمطالبة بترجمة احتياجات المرأة إلي أولويات في التخطيط الإنمائي والتمويل المناخي، وتفعيل مبدأ التعاون الدولي لنقل الخبرات في مجال التكيف ونقل التكنولوجيا الحديثة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى