حلم طال إنتظاره.. الأمم المتحدة تعترف بحق الإنسان في بيئة نظيفة وصحية

أكد المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان والبيئة، “ديفيد بويد” أن الجمعية العامة للأمم المتحدة صوتت أمس الخميس، على مشروع قرار يعترف بحق الإنسان في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة.

وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، كانت كوستاريكا وجزر الملديف والمغرب وسلوفينيا وسويسرا، قدّمت مسودة النص إلى الجمعية العامة المكوّنة من 193 عضوا، في يونيو الماضي وهي الهيئة الأكثر تمثيلا في الأمم المتحدة، في أعقاب القرار التاريخي بتبني نصّ مماثل في أكتوبر 2021، من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وأشار “ديفيد بويد” إلى أن القرار يقر بالحق في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة كحق إنساني أساسي للتمتع الكامل بجميع حقوق الإنسان، ويدعو – من بين أمور أخرى – الدول والمنظمات الدولية إلى اعتماد سياسات ومضاعفة الجهود لضمان بيئة نظيفة وصحية ومستدامة للجميع .

وأكد المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان والبيئة، أن التصويت بنعم على هذا القرار اعتبر أمر هام للغاية، لأنه في مواجهة الأزمة البيئية الثلاثية التي نواجهها – التغير المناخي السريع، وفقدان التنوع البيولوجي، والتلوث السام المتفشي الذي يقتل ثمانية ملايين شخص كل عام – نحتاج إلى تغييرات تحويلية في المجتمع، نحتاج إلى التحوّل بسرعة إلى الطاقة المتجددة.

وأوضح “ديفيد بويد” أن العالم يحتاج أيضا إلى التحوّل إلى الاقتصاد الدائري، وإلى إزالة السموم من المجتمع، وأن الحق في بيئة صحية هو أحد أقوى الأدوات التي يمكن من خلالها مساءلة الحكومات.

 

كما أكد المقرر الخاص المعني بحقوق الإنسان والبيئة، “ديفيد بويد” أنه رغم أن قرارات الجمعية العامة ليست ملزمة قانونياً، لكن على الدول التزام أخلاقي، واستشهد بقرار الجمعية العامة في عام 2010، الذي يعترف لأول مرة بأن لكل فرد الحق في المياه والصرف الصحي، وعملت الكثير من دول العالم على تحديث البنية التحتية والصرف الصحي.

وشدد المسؤول الأممي بأهمية القرار والاعتراف بالحق في بيئة صحية كحق عالمي من حقوق الإنسان، لأن حياة الكثير من الناس على هذا الكوكب تتأثر بأزمة المناخ والتدهور البيئي، ويتنفس المليارات من الأشخاص هواء ملوثا، مما يؤدي إلى تقليل متوسط العمر المتوقع بمرور السنين. ولا يزال المليارات من الأشخاص حول العالم لا يحصلون على المياه النظيفة أو المياه الكافية. ولا يأكل المليارات من الناس حول العالم طعاما صحيا ومنتَجا بشكل مستدام.

كما شدد”ديفيد بويد” على ضرورة أن يعي الناس أن التنوع البيولوجي هو حقا أساس الحياة على هذا الكوكب، وقال: لولا النباتات والأشجار التي تنتج الأكسجين، لما كنا قادرين على التنفس. لولا الأنظمة البيئية التي تعمل على تنقية المياه لكنا في ورطة كبيرة. إننا بحاجة إلى مناخ آمن وصالح للعيش من أجل الازدهار كبشر.

 

 من جانبه أكد إنغر أندرسن ، المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن الاعتراف بهذا الحق هو نصر يجب أن نحتفل به، ووجه الشكر للدول الأعضاء وآلاف منظمات المجتمع المدني ومجموعات الشعوب الأصلية ، وعشرات الآلاف من الشباب الذين دافعوا بلا هوادة عن هذا الحق.

وتابع المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، لكن الآن يجب أن نبني على هذا الانتصار وننفذ الحق ، لأن أزمة الكواكب الثلاثية تشكل تهديدًا كبيرًا للأجيال الحالية والمستقبلية. إذا نفذت الدول هذا الحق بالكامل ، فسوف يتغير كثيرًا – من خلال تمكين العمل بشأن أزمة الكواكب الثلاثية ، وتوفير بيئة تنظيمية عالمية أكثر قابلية للتنبؤ واتساقًا للشركات ، وحماية أولئك الذين يدافعون عن الطبيعة.

مختتمًا حديثه بأن برنامج الأمم المتحدة للبيئة ملتزم بمساعدة الدول الأعضاء وجميع أصحاب المصلحة في تنفيذ هذا الحق الحيوي، وعلينا حث جميع دول العالم على العمل – حتى نتمكن من وضع بيئة صحية في صميم رفاهية الإنسان والتنمية المستدامة والتمتع بجميع حقوق الإنسان.

 

وكان إجمالي الدول التي صوتت علي القرار ‏161 صوتا مؤيدا، فيما امتنعت 8 عن التصويت ، ولم ترفض اي دولة القرار إطلاقًا.