COP28

تنظيم الأيام التحسيسية والنظافة بالغابة الحضرية الساكنية بالقنيطرة أيام 6 – 20 و27 أبريل 2024

الخبير البيئي والتنموي مصطفى بنرامل - المغرب، القنيطرة 5 أبريل 2024

بمبادرة من فريقBleu Bioconciencia   ENCG Kenitra وبشراكة مع كل من جمعية المنارات الأيكولوجية من اجل التنمية والمناخ وجمعية ملتقى النجاة للثقافة والتربية والتطوع بالقنيطرة، وتحت شعار: الغابات والابتكار: حلول جديدة لعالم أفضل، بمناسبة اليوم الدولي للغابات والذي يصادف 21 مارس من كل سنة. وكذا تخليد اليوم العالمي للمياه والذي اتخذ له شعار: المياه من أجل السلام

وبمشاركة جمعيات ومنظمات مدنية محلية مهتمة بالشأن البيئي، وبحضور وازن لمستشارين جماعيين وأكاديميين وباحثين جامعيين وإعلامين. ستنظم خلال شهر أبريل 3 أيام تحسيسية ونظافة بالغابة الحضرية الساكنية بالقنيطرة أيام 6 – 20 و27 أبريل 2024.

ويأتي تنظيم هذه الأيام حسب تصريح رئيس فريقBleu Bioconciencia   ENCG Kenitra والذي يضم 9 طالبات وطلبة من الدول الإفريقية وذوي الأصول الإفريقية من جزر الكرايبي بأمريكا اللاتينية، استكمالا للمسار العلمي الأكاديمي بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، وكذا الانفتاح الطلبة الأفارقة على المبادرات المدنية لتعزيز التعاون وأخذ التجربة الفضلى بعد عودتهم لبلدانهم وخصوصا أنهم في المرحة النهائية من التكوين العلمي الجامعي. وهذه المبادة البيئية تعد مهمة جدا من الناحية العلمية، كمشتل للبحث العلمي، والمجتمعية، كفضاء للترفيه والتنزه، والبيئية، كوسط لاستعادة التوازن الطبيعي الغابوي والمناخية، للدور التي تقوم به من خلال امتصاص ثنائي أوكسيد الكربون وطرح الأوكسجين وتثبيت الجسيمات المتطايرة، كما أنها تلعب دورا حيوا في تزويد الفرشة المائية والمحافظة عليها.

في حين أكد الخبير البيئي مصطفى بنرامل رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، أن هذه التظاهرة البيئية تندرج في إطار إشعاع مقاربة التربية على النزهة البيئية، حيث تتمحور حول التوعية، في إطار تنفيذ استراتيجية “غابات المغرب 2020-2030″، خاصة الشق المتعلق بتعدد وظائف المجال الغابوي. كما تروم تحسين الجودة البيئية للمواقع الغابوية الحضرية للقنيطرة، والتبادل بشأن الوضع الراهن والآفاق من أجل تثمين أفضلحتى تتمكن من تقديم الخدمات التي كانت تقوم بها الغابات منذ قرون خلت وإلى عهد قريب، حيث بدى الاستنزاف والاستغلال غير العقلاني للمجال الغابوي مع استمرار تقلص مساحاته بشكل مقلق.

وتجدر الإشارة أن الغابة الحضرية الساكنية تمتد على مساحة 150 هكتار، وخضعت لسلسلة من عمليات التهيئة. ويظهر العدد الكبير لمرتادي الموقع الطلب الحضري المتزايد على الفضاءات الغابوية الحضرية. وتشير الأرقام السنوية إلى استقبال هذا الفضاء ل80 جمعية محلية، و3000 من التلاميذ التابعين ل50 مؤسسة تعليمية، و100 ألف زائر على امتداد السنة، مع ذورة تبلغ ال5000 زائر خلال نهايات الأسبوع في فصل الربيع.

وفي نفس السياق وضحت الفاعلة المدنية البيئية نجات الماجي رئيسة جمعية ملتقى النجاة للثقافة والتربية والتطوع، أنه تم إطلاق عملية التحسيس والتنظيف هذه بالغابة الحضرية الساكنية من أجل إذكاء وعي الساكنة المحلية بأهمية الفضاءات الغابوية، موضحة أن العملية التي تتم بشراكة مع طلبة الجامعة ابن طفيل ومستشارين جماعيين، وجمعيات المجتمع المدني المحلية النشطة في المجال البيئي وبتنسيق مع المديرية الإقليمية للوكالة الوطنية للمياه والغابات، تأخذ بعين الاعتبار الرهانات الإيكولوجية المرتبطة بالحفاظ والحماية وتثمين الفضاءات الغابوية الحضرية، التي تعد رافعة ضمن استراتيجية “غابات المغرب 2030-2020” وتحقيق التنمية المدنية تماشيا مع محاول برنامج عمل جماعة القنيطرة 2023-2027.

وبالرجوع للحديث عن الشعار للأممي لليوم الدولي للغابات، يتسبب الابتكار والتقنية الحديثة بثورة في مراقبة الغابات، مما أتاح للبلدان رصد غاباتها رصدا أكثر فعالية. وقد أُبلغ عما مجموعه 13.7 مليار طن من التحسينات في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الغابات بمراقبة الغابات مراقبة شفافة ومبتكرة.

تتطلب مكافحة إزالة الغابات تطورات تقنية جديدة. وبتسبب إزالة الغابات في فقدان 10 ملايين هكتار سنويًا، فضلا عن تأثر حوالي 70 مليون هكتار بالحرائق، تعد هذه الابتكارات ضرورية لأنظمة الإنذار المبكر، وإنتاج السلع الأساسية المستدامة، وتيسير معايش الشعوب الأصلية برسم خرائط الأراضي وتسهيل الحصول على تمويل المناخي.

وفي نفس السياق، أشارت الباحثة البيئية فاطمة الزهراء الزنواكي عضوة جمعية ملتقى النجاة للثقافة والتربية والتطوع، أن مبادرة تنظيف هذا الفضاء الغابوي، تأتي بغية التخلص من النفايات المتناثرة هنا وهناك، موضحة “أنه من خلال هذا العمل الجمعوي البيئي التضامني، نطمح إلى تكوين مواطن متمكن من سلوكيات صديقة للبيئية ومنشغلا بإكراهاتها وتحدياتها، واعيا بأهمية الفضاءات الطبيعية التي تتميز بتنوع إحيائي والمنظومات الإيكولوجية، والتي هي اليوم المهددة بتداعيات تغير مناخي والاستغلال غير العقلاني. ”

وفي هذا الإطار، يمكن أن تساهم الجهود المبذولة في استعادة النظام البيئي، بما في ذلك جهود المبذولة في إعادة التشجير، بشكل كبير في التخفيف من آثار تغير المناخ وتعزيز الأمن الغذائي مع توسيع حدود المنتجات الخشبية المستدامة، وتعزيز الأمن الغذائي مع الترويج للمنتجات الخشبية المستدامة. والمساهمة في الصحة العامة للمواطنات والمواطنين كفضاء للتنزه والراحة النفسية.

في حين يجب إثارة الانتباه، على أن الحد من إزالة الغابات وتدهورها، واستعادة الغابات والإدارة المستدامة للغابات، كلها مسارات أساسية لتحقيق الأهداف العالمية لعام 2030. ومنذ عام 1990، اختفى أكثر من 420 مليون هكتار من الغابات. وعلى الرغم من تباطؤ معدلات إزالة الغابات، إلا أن 10 ملايين هكتار من الغابات لا تزال تُفقد كل عام. بالرغم من أن لها عدة مزايا من بينها:

  • الغابات تُعد موطناً ل%ـ80 من جميع أنواع البرمائيات المعروفة؛
  • أكثر من 30% من الأمراض الجديدة التي أُبلغ عنها منذ عام 1960 ترجع إلى التغير في استخدام الأراضي، بما في ذلك إزالة الغابات؛
  • تُفقد مساحة تعادل تقريباً 14 مليون ملعب كرة قدم سنوياً بسبب إزالة الغابات؛
  • تُدمر الآفات الحشرية حوالي 35 مليون هكتار من الغابات سنويا؛
  • توجد في مستجمعات المياه الحرجية والأراضي الرطبة 75% من المياه العذبة في العالم التي يمكن الوصول إليها.

ومن خلال هذه الأهمية، يمكن أن يؤدي الابتكار إلى كشف أسرار الغابات ويتيح لنا استخدام الأشجار بطرق لم نتخيلها أبدًا. ويجري تطوير المواد المشتقة من الغابات والأشجار كبدائل مستدامة للمواد البلاستيكية ومواد البناء والأقمشة والأدوية وغيرها من العناصر اليومية الأخرى. وفي الوقت نفسه، تساعدنا تقنية الطائرات بدون طيار والأقمار الصناعية سريعة التطور في مراقبة غاباتنا وإدارتها، واكتشاف الحرائق ومكافحتها، وحماية النظم البيئية.

وختاما، صرح الخبير البيئي مصطفى بنرامل رئيس جمعية المنارات الإيكولوجية من أجل التنمية والمناخ، أنه بالرغم من كل المجهودات المبذولة من طرف السلطات المختصة والفاعلين الجمعويين وباقي المتدخلين، فإن آثار الانتشار المكثف للزوار تبدو واضحة للعيان: نفايات متناثرة هنا وهناك، وقارورات المياه المعدنية والمشروبات الغازية، تقتحم هذا الفضاء “الإيكولوجي”، إلى جانب آثار إشعال النار من أجل الطهي. هذه كلها سلوكيات غير مقبولة، ويجب أن تختفي وتعوض سلوكيات صديقة للبيئة وفق منهج التربية على النزهة البيئية. من خلال بناء مواطن واع بمسؤولياته اتجاه المحيط الإيكولوجي.

وبالرغم من ذلك، يبقى السؤال مطروحا، ما مدى نجاعة الاستراتيجيات المتبعة في تنمية الوعي البيئي لدى جميع الفئات العمرية من أجل استعمال عقلاني للغابة وضرورة تهيئة المنتزهات الغابوية بشكل يساير التدفقات الكبيرة على هذا الفضاء الذي وسع صدره كل من ضاقت به جدران المدينة، حتى يستمتع به المواطن صغيرا وكبيرا بعطلة نهاية الأسبوع في منتزه ترفيهي يرقى إلى مستوى المنتزهات البيئية النموذجية.

وأضاف “أن الأشجار والغابات السليمة تعني أناس أصحاء، فالغابات تمد كل فرد على كوكبنا بمنافع صحية، بدءاً من الهواء النقي والأغذية الغنية بالمغذيات ومكونات الأدوية، وانتهاءً بالمياه النظيفة وبمساحات يقضي فيها المرء أوقاتاً للترفيه”.

وأشار إلى أن “أي شجرة قد تساعد على منحك الشعور بالارتياح، أي قد تكون شجرة تحمل ثماراً لذيذة الطعم، أو ذات لحاء أو أوراق يمكن استخدامها في العلاج الشعبي، أو لربما شجرة تحب تَسَلّقها أو تسرّك لمجرد النظر إلى أوراقها أو أزهارها الملونة”.

mostafa benramel

مصطفى بنرامل: استشاري البيئة والمناخي والتنموي، حاصل على دبلوم الدراسات العليا المعمقة في المجال البيئي من جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، شهادة عاليا تخصص مكون المكونين المعتمدة من جامعة اوريغن الأمريكية، شهادة تدبير الكوارث الطبيعية من منظمة الصليب والهلال الاحمر العالمي. شهادة مكون المكونين في الإسعافات الأولية من طرف الهلال الأحمر المغربي، شهادة تكوين المكونين في المجال البيئي والمحافظة على الثروات الطبيعية من الكتابة الدولة المكلفة بالتنمية المستدامة. شهادة مكون تربوي من وزارة التربية الوطنية، بالإضافة لخبرة ميدانية طيلة 20 سنة في مجال التأطير وتطوير البرامج ومقاربة التربية على البيئة والتربية على المناخ والتربية على التنمية المستدامة. benramelmostafa@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى