تلعب الجمعيات دورا جوهريا بصفتها وسيطا بين المواطنين والسلطات العمومية وهي تتولى مسؤولية مزدوجة تتلخص الأولى في الاستماع للمواطنين ودراسة الإكراهات التي يتعرضون لها ومعرفة مطالبهم، أما الثانية فتخص نقل ما سبق إلى السلطات العمومية عن طريق المرافعة.
وحيث إن المرافعة أداة قوية تساهم في التغيير الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، فمن المهم أن يتقن الفاعلون في المجتمع على العموم والفاعلون في الجمعيات على الخصوص عمليات وتقنيات المرافعة بغرض تنفيذ الأهداف التي قاموا بتحديدها.
في هذا السياق، ومن خلال مشروعها المسمى من أجل ترافع بيئي لمدينة مستدامة، ترغب جمعية إكولوجيا للتربية على البيئة في المساهمة في تقوية قدرات خمسة وعشرون من الجمعيات المحلية في مدينة القنيطرة بالمملكة المغربية، من أجل إعداد وتنفيذ أنشطتها الترافعية في مجال البيئة لمواجهة ثراء وهشاشة الموروث الطبيعي المحلي والضغوطات الذي يتعرض لها من حيث الاستغلال المفرط واختلال توازنه الطبيعي.
يعتبر المشروع بمثابة شراكة مع مصلحة التعاون الثقافي بالسفارة الفرنسية، والتي تمول سنويا عدة مشاريع حول موضوع الشباب والمبادرات المحلية، من أجل المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
يهدف المشروع الى تقديم تعاريف للمفاهيم والأدوات التي من شأنها أن توضح رؤية الفاعلين الجمعويين أثناء حملات مرافعاتهم كما يقوم على فكرة أن الفاعلين الجمعويين يمكنهم أن يستوعبوا بسهولة مبادئ وطرق المرافعة طالما أنهم يمارسونها يوميا.
وتبقى القيمة المضافة لهذا المشروع، الذي سيمتد من11 نونبر/تشرين الثاني 2023 إلى15 يونيو/حزيران 2024، في إعداد حقيبة تربوية للتدريب والتدريب الذاتي للقيميين علي تنشيط الجمعيات المحلية في مجال مناصرة قضايا البيئة، إضافة الى تقديم عريضة للمجلس البلدي من أجل تقديم طلب لدى السكرتارية الدولية للمناطق الرطبة من أجل ترشيح مدينة القنيطرة لتكون مدينة مستدامة.
نجيب بحسينة – رئيس جمعية إيكولوجيا للتربية على البيئة
المملكة المغربية – 2 نونبر/تشرين الثاني 2023
